ولا نستطيع أن نجزم بكذب أي من الروايتين ، غير أننا نقول :
إن الأعرف بين المؤرخين سنّة وشيعة ، هو أنها كانت في تبوك.
لماذا هذه المؤامرة؟! :
إن هذا النصر الذي سجّله رسول الله «صلى الله عليه وآله» في تبوك ، حيث ظهر لكل أحد رعب قيصر الروم من حركة المسلمين باتجاه بلاده ، بالإضافة إلى أمور أخرى جرت في تبوك وأكّدت ورسّخت مكانة المسلمين ، ليس في منطقة الحجاز وحسب ، بل في المحيط العربي كله ، ثم تجاوز ذلك أيضا حتى بلغ بلاد الروم ـ إن ذلك ـ يطرح سؤالا عن سبب لجوء هؤلاء الناس إلى هذه المؤامرة ..
ولعل الإجابة الأقرب إلى القبول هي : أن هؤلاء الناس قد رأوا في تبوك تباشير مستقبل عظيم الأهمية ، لا بد من أن يكون لهم نصيب فيه ، ومن الواضح أن وجود النبي «صلى الله عليه وآله» سيكون مانعا لهم من التصرف وفق ما تشتهيه أنفسهم ، فكيف وهم يرون أنه لم يزل يؤكد إمامة وخلافة علي «عليه السلام» من بعده ، وهم يعلمون أن حالهم مع علي «عليه السلام» سوف لن تختلف عن حالهم مع النبي «صلى الله عليه وآله» ، فإنه نسخة طبق الأصل عنه ..
ولربما أصبحوا يخشون من أن يبادر «صلى الله عليه وآله» إلى عمل يحرجهم ، ويعرقل خططهم الرامية إلى الإستئثار بالأمر من بعده ، فكانت هذه المبادرة المخزية منهم ..