حدثا قد جمع القرآن ، فقدموه إماما لهم ـ وهو لا يعلم بشيء من شأنهم.
وقد ذكر : أن عمر أراد عزله عن الإمامة ، وقال : أليس بإمام مسجد الضرار؟!
فأقسم له مجمع أنه ما علم بشيء من أمرهم ، وما ظن إلا الخير.
فصدقه عمر ، وأقره (١).
ونقول :
لعل المقصود : أنه كان غلاما حدثا بالنسبة لغيره من الذين كانوا مسنين.
وليس المقصود : أنه كان دون البلوغ ، فإن إمامة الصبي للبالغين لا تصح ..
ويشير إلى ذلك : أنه احتاج إلى أن يقسم لعمر : أنه ما علم بشيء من أمرهم ، حيث دل ذلك على أنه كان في سن لو علم بأمرهم لصحت مؤاخذته ، وثبتت مشاركته لهم في النفاق والتآمر .. والغلام الحدث لا يتمشّى ذلك في حقه ..
على أن ثمة سؤالا يراود خاطرنا ، وهو : أنه لماذا لم يتعرض أبو بكر الذي حكم سنتين ونيفا لإمامة هذا الرجل ، ولم يحاول عزله عن هذا المقام كما فعل عمر من بعده؟!
بدريون .. في مسجد الضرار :
وذكروا في جملة المشاركين في مسجد الضرار معتب بن قشير. وقد ذكره ابن إسحاق في من شهد بدرا.
__________________
(١) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٤ ص ٩٩ وراجع : الكشاف للزمخشري ج ٢ ص ٢١٥ وتفسير البغوي ج ٢ ص ٣٢٧ والجامع لأحكام القرآن ج ٨ ص ٢٥٥ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٢٣.