التلويح ثم التصريح :
وتقدم قولهم : إن النبي «صلى الله عليه وآله» خرج من المدينة لا يسمى حجا ولا عمرة ، ينتظر القضاء ، فنزل عليه القضاء بين الصفا والمروة ، فأمر من لم يكن معه هدي يجعلها عمرة.
ونقول :
إن النبي «صلى الله عليه وآله» كان عالما بالحكم ، وقد صرحت النصوص : بأنه «صلى الله عليه وآله» أهلّ بحج القران كما تقدم ، ولكنه لم يكن يصرح للناس بشيء ، لأنه كان يتصرف وفق خطة إلهية تهدف إلى تكريس حج التمتع الذي كان يلقى معارضة شديدة .. فأشار عليهم بحج التمتع بسرف ، فلم يستجيبوا له ، فلما بلغ مكة أمرهم به بصورة جازمة ، فاعترض عليه عمر ، فلم يلتفت إليه ، وأمضى ذلك عليهم ..
وقد ميز نفسه عنهم بحج القران ، ليؤكد لهم ولكل أحد تحديد ما يرمي إليه ، ولا يفسح المجال لأي تأويل أو افتئات ، فإنه كان يعرف أن هذا الحكم سيلقى معارضة قوية.
وكان لا بد أن يتخذ الإجراءات المناسبة ليكسر حالة اللجاج والعناد التي ظهرت آثارها في اعتراض عمر الذي استمر على المعارضة الشديدة حتى في زمن خلافته ..
دخلت العمرة في الحج :
وعن جوابه «صلى الله عليه وآله» لسراقة بن مالك عن فسخ الحج إلى العمرة بقوله : «دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة» نقول :