المتعتين إلى نفسه ، فيقول : أنا أنهى عنهما ، وأعاقب عليهما؟! ألم يكن الأولى أن ينسب ذلك إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وينوه بما ذكره له ذلك الصحابي ، لكي يدفع عن نفسه غائلة التهمة بتصديه لإبطال أحكام الله ، وتشريع ما يخالف الله تعالى ورسوله «صلى الله عليه وآله»؟!.
سبب اختلافهم في حج النبي صلّى الله عليه وآله :
وحاولوا توجيه اختلافاتهم في طبيعة حج النبي «صلى الله عليه وآله» : بأن سببه اختلاف إهلال رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فتارة : كان يهلّ بحجة وأخرى : بعمرة ، وثالثة : يهلّ بحجة وعمرة.
ونحن لا نشك في عدم صحة هذا الكلام من أساسه ..
فأولا : إنه «صلى الله عليه وآله» لم يكن متحيرا فيما يفعل ، بل كان عالما بأنه يحج حج قران ، فما معنى أن يهلّ بالعمرة؟!
ثانيا : تقدم : أن عائشة قالت : خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» من المدينة ، لا يسمي حجا ولا عمرة ، ينتظر القضاء ، فنزل عليه القضاء بين الصفا والمروة الخ ..
وأعجب من ذلك قول النووي والقسطلاني المتقدم : إنه «صلى الله عليه وآله» كان مفردا بالحج أولا ، ثم أحرم بالعمرة ثانيا ، ثم أدخلها في الحج ثالثا ، فصار قارنا.
فإن هذا كله لا معنى له إذا كان قد ساق الهدي وأشعره ، حسبما أوضحته الروايات ..
تصديق روايات الإعتمار أربعا :
وزعموا : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد اعتمر أربع عمر.