عليه وآله».
وكيف يعرفون قيمته ، وهم لا يعرفونه حق معرفته؟ إذ ما عرف عليا «عليه السلام» إلا الله تعالى ، وإلا رسوله «صلى الله عليه وآله» ..
٤ ـ إستقبال علي عليه السّلام :
وإنه لمن غير المألوف ولا المعروف أن يستقبل النبي «صلى الله عليه وآله» أحدا بهذه الصورة ، إلا ما وجدناه من أنه استقبل جعفرا بخطوات يسيرة ..
ولكننا لم نجده يخرج من المدينة ، ويركب راحلته ، ويسير ما شاء الله أن يسير ، لاستقبال قادم سوى علي «عليه السلام» ..
ثم هو يضع خده على منكبه «عليه السلام» ، ويبكي علي «عليه السلام» فرحا بلقاء النبي «صلى الله عليه وآله» ، ويبكي النبي «صلى الله عليه وآله» فرحا بقدوم علي «عليه السلام» ..
جزع قريش :
وقالوا : لما أذّن علي «عليه السلام» «ببراءة» في مكة أن لا يدخل المسجد الحرام مشرك بعد ذلك العام. جزعت قريش جزعا شديدا ، وقالوا : ذهبت تجارتنا ، وضاعت عيالنا ، وخربت درونا ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ