والمهانة في أبشع مظاهرها وصورها ..
وذلك هو الأسلوب الأمثل لردع هؤلاء الساقطين عن غيهم. وإحباط مكرهم ، وبوار سيعهم.
ويلاحظ هنا : أن عليا «عليه السلام» كان يهدم دور الذين يهربون إلى معاوية لكي تكون عبرة لمن اعتبر ، ودرسا لمن حقق النظر.
جيش الروم أمل أهل النفاق :
وقد أوضح النص المتقدم : أن هناك مساع كانت تبذل ، وكان المنافقون ينتظرون نتائجها ، وهي تهدف إلى إقناع الروم بشن حملة على الإسلام وأهله ، ومهاجمة المدينة والحجاز كله ، لاستئصال شأفة الإسلام والمسلمين ..
ولعل هذا يفسر لنا بعض السبب في مبادرة النبي «صلى الله عليه وآله» إلى غزو الروم ، كعملية وقائية تهدف إلى وأد الخطر في مهده .. أو على الأقل منع الخطر من الزحف إلى مشارف المدينة.
وقد أظهر كلام أبي عامر الفاسق : أن المنافقين في مسجد الضرار كانوا يتجهون إلى جمع السلاح ، والإستعداد ، والسعي للتشبث بأسباب القوة ، لاستخدامها في الوصول إلى مآربهم ، فراجع : قوله : «واستمدوا فيه بما استطعتم من قوة وسلاح ، فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم ، فآتي بجيش من الروم ، فأخرج محمدا وأصحابه».
وقد تركت هذه الكلمات أثرها في المنافقين ، حيث بقوا يرصدون ما يقدم به أبو عامر الفاسق.