الأجر والحسنة :
وقد أعلن «صلى الله عليه وآله» : نتائج سفره إلى تبوك ، وحصرها بأمرين :
أحدهما : الثواب والأجر.
ثانيهما : الحسنة.
والمراد بالحسنة : الغنائم المادية والمعنوية ، مثل إرهاب أعدائهم ، وزيادة عزتهم ، وثبات أمرهم ، ورسوخ قدمهم ، وإقبال الناس على الدخول في دينهم.
ويلاحظ هنا : أنه لم يقل : «نلنا». بل قال : «رزقنا الله» ، لكي لا يتوهم متوهم أن ذلك بجهد وسعي منهم ، وليعلم أن ما نالوه إنما هو نتيجة للتفضل الإلهي ، من دون أن يواجهوا أمرا ذا بال ، أو أن يصيبهم ما يعكر عليهم صفو عيشهم .. بل كل ما فعلوه هو أنهم قاموا بسياحة محفوفة برضا الله تعالى ورسوله. مع شعور بالمزيد من السكينة والرضا ، والطمأنينة ، وبالعزة والكرامة.
وهذا ما حرم منه المتخلفون من المنافقين ، وضعفاء اليقين ، فلا كرامة لهم عند الله ، ولا عزة لهم ، ولا غنائم ، ولا مثوبة .. بل لهم الخزي في الدنيا ، والعذاب في الآخرة .. مع مزيد من الحيرة والقلق ، والترقب والأرق .. وما ظلمناهم ، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ..
والذي يلفت النظر : أن كلمة رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد توافقت مع قوله تعالى في ذمهم : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ)(١) وترافقت مع ما أذاعوه وأشاعوه من أن محمدا وأصحابه قد جهدوا في سفرهم
__________________
(١) الآية ٥٠ من سورة التوبة.