أضلهم الله تعالى على علم؟!. أم الإثنان معا؟!
رفض التنوخي للإسلام غير منطقي :
وقد تقدم : أن النبي «صلى الله عليه وآله» دعا ذلك التنوخي للإسلام ، فلم يقبل بحجة أنه رسول قوم ، وعلى دينهم ، ولا يرجع عن دينه حتى يرجع إليهم ..
وهي حجة واهية ، وغير منطقية ، فإن كونه رسولا لا يمنع من قبول الحق ، والإلتزام بالهدى الإلهي ، ولا سيما بعد أن رأى البينات بأم عينيه ، فقد رأى خاتم النبوة ، وسمع إخباره عما فعله قيصر بالصحيفة التي أرسلها إليه ، وعما يجري للنجاشي ، وكسرى ، وسمع وسجل إجابته على السؤال حيث طابقت تلك الإجابة ما أخبره به قيصر الذي أرسله ..
وعاين سلوك النبي «صلى الله عليه وآله» وأخلاقه مع الناس عن قرب ، حتى إنه لم يستطع أن يميزه من بينهم ، حتى احتاج للسؤال عنه ، فقال : أين صاحبكم؟ ولم يقل : من هو صاحبكم؟ وكأنه قد ظن أنه غائب ، مع أنه يأتي من قبل أحد الملوك ، ويعرف كيف يعامل الملوك رعاياهم ، وما هي حقيقة تعامل رعاياهم معهم ..
هرقل يمنع الفلاحين من الإسلام ، ومن الجزية :
وقد ورد في كتاب النبي «صلى الله عليه وآله» قوله لهرقل : «.. وإلا ..» ، أي إن لم تدخل في الإسلام ، ولم تعط الجزية ، «فلا تحل بين الفلاحين وبين الإسلام أن يدخلوا فيه ، أو يعطوا الجزية ..».
قال أبو عبيد : «لم يرد الفلاحين خاصة ، ولكنه أراد أهل مملكته جميعا ،