فيبطل تدبيرنا عليه.
فسمعها حذيفة ، واستقصوا فلم يجدوا أحدا.
ثم تذكر الرواية دحرجتهم للدباب ، وأن الله تعالى قد حفظ نبيه «صلى الله عليه وآله» وجاز العقبة ، وأرسل حذيفة إليهم ، فضرب وجوه رواحلهم ، فنفرت بهم ، وسقط بعضهم ، فانكسر عضده ، وبعضهم انكسرت رجله ، وبعضهم انكسر جنبه.
فلأجل ذلك كان حذيفة يعرف المنافقين .. انتهى ملخصا (١).
ونقول :
إنه يستوقفنا في هذه الرواية الأمور التالية :
قصة الحفيرة :
إن المدينة كانت قرية صغيرة ، وكان سكانها قليلين ، وبيوتها متراكمة ومجموعة ، غير منتشرة ، فإذا كان علي «عليها السلام» واليا على المدينة ، ويمر من ذلك الطريق. فإن كان يمر منه في كل يوم فمعنى ذلك : أن هذه الحفرة قد حفرت في أقل من يوم واحد ، والمفروض : أن طولها كان خمسين ذراعا ، فكيف تمكنوا من حفر هذا المقدار في هذه المدة القصيرة؟!
ومن الذي هيأ الأمور بحيث لا يمر أحد من تلك الطريق ممن يمكن أن يخبر عليا «عليه السلام» بما يجري؟!
ولماذا لم يتساءل الأطفال ، والنساء ، والرجال الساكنون ، أو الماروّن من
__________________
(١) راجع : البحار ج ٢١ ص ٢٢٣ ـ ٢٣٢ والإحتجاج ج ١ ص ١١٦ ـ ١٣٢ وج ١ ص ٦٤ ـ ٦٥ والتفسير المنسوب للإمام العسكري ص ٣٨٠ ـ ٣٨٩.