اليقين لدينا بصحة هذا القول ، من حيث تضمنه جرأة على مقام العزة الإلهية ، لأنه يعطي : أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان أكرم من الله على عباد الله ، وأرفق بهم منه .. وهذا المنطق مرفوض ومدان جملة وتفصيلا .. لأنه يؤدي إلى الخروج من الدين.
فلا بد أن يكون المقصود : أنه «صلى الله عليه وآله» يستحي من الله لأن هذا الطلب يؤدي إلى نقض الغرض من المعجزة أو الكرامة .. لأن أولئك الناس قد ينتزعون منه فكرة خاطئة ، أو يزينها الشيطان لهم ، وهو أن هذا العطاء ، وهذه الكرامة .. قد منحهم الله إياها عن استحقاق منهم لها.
أو لربما يدخل في وهمهم : أن هذا العطاء هو السنة الإلهية التي لو لم يجرها الله تعالى فيهم لكان ظالما لهم ، ولكان لهم الحق في أن يطالبوه بها ..
أو غير ذلك من الأوهام الشيطانية التي تؤدي إلى أن يصبح حالهم مع النبي «صلى الله عليه وآله» حال بني إسرائيل مع موسى «على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام» ..
أو لأن المقصود هو ـ كما ذكره بعض الإخوة ـ : أنه لا ينبغي للنبي «صلى الله عليه وآله» أن يعتمد ، ولا يغري المؤمنين بالإعتماد على المنح الإلهية التي حباه الله تعالى بها في تحصيل الأرزاق ، فإن ذلك يؤدي إلى قعود الناس عن طلب الرزق ، وإلى غير ذلك من أمور ..
نفضنا جربنا :
إن ثمة سؤالا يحتاج إلى إجابة ، وهو أنه إذا كان الطعام قد فقد ، وكانوا قد نفضوا جربهم و.. و.. حتى احتاجوا إلى التصرف النبوي ، والإستجابة