الإلهية .. فماذا كانوا سيأكلون ، وينفقون في الأيام التالية ، وإلى حين رجوعهم إلى المدينة؟! والحال أن البلاد ليست بلادهم ، وليس لهم فيها زراعة ولا تجارة ، ولا غير ذلك!!.
إلا أن يكون المقصود : أن الطعام الذي كان عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد استنفد ، أما الآخرون فكان لديهم طعام ، ولعلهم لا يتركون رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الأيام التالية ..
أو يقال : إن نفاد الطعام لا يعني نفاد المال الذي يشتري به في اليوم التالي حيث يبيعه المسلمون أو غيرهم من سكان تلك المنطقة.
يطلع قرن الشيطان من المشرق :
وقالوا : كان رجل من بني عذرة يقال له : عدي يقول : جئت رسول الله «صلى الله عليه وآله» بتبوك ، فرأيته على ناقة حمراء يطوف على الناس ، يقول :
«يا أيها الناس ، يد الله فوق يد المعطي ، ويد المعطي الوسطى ، ويد المعطى السفلى ، أيها الناس ، فتغنوا ولو بحزم الحطب ، اللهم هل بلغت» ثلاثا.
فقلت : يا رسول الله ، إن امرأتيّ اقتتلتا ، فرميت إحداهما ، فرمي في رميتي ـ يريد أنها ماتت ـ فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «تعقلها ولا ترثها».
فجلس رسول الله «صلى الله عليه وآله» في موضع مسجده بتبوك ، فنظر نحو اليمين ، ورفع يده يشير إلى أهل اليمن ، فقال : «الإيمان يمان».
ونظر نحو الشرق ، فأشار بيده فقال : إن الجفاء وغلظ القلوب في