ونقول :
إن هذا النص قد تضمن أمورا هامة ، نحب لفت النظر إليها ، وهي التالية :
الإنقلاب يبدأ بضرب نقطة الإرتكاز :
قد أظهر النص المتقدم : أن المؤامرة على النبي «صلى الله عليه وآله» لم تكن وليدة ساعتها ، بل جاءت ضمن خطة شاملة ودقيقة ، حددت الأهداف وطريقة العمل ، وتوقعت النتائج ، وتوخت أن تكون ضرباتها حاسمة ومؤثرة ، ومحمية ، وحسبت لكل أمر حسابه ..
فكان على رأس أولياتهم تسديد ضربة حاسمة لمركز القرار ، ونقطة الإرتكاز ، ورأس الهرم الحافظ والضامن لوحدة الكيان العام كله ، والمؤثر في حركته كلها. ثم لكل امتداداته المؤثرة ، أو التي يحتمل أن تؤثر في إعادة انتظام عقد الإجتماع ، وامتلاك زمام المبادرة بنفس ما حكموا على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، كما أوضحه نص آخر ، وقرروا سبي جميع ذراري النبي «صلى الله عليه وآله» ، وسائر أهله وصحابته ..
كل ذلك لإدراكهم أن حدوث الفراغ في مركز القرار ، سيؤدي إلى شل حركة سائر الخلايا الفاعلة والحية في الكيان كله ، وسيضع الكيان كله على طريق التمزق والتلاشي ..
ولأجل ذلك حاولوا أن يتخلفوا عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فلا يسيروا معه إلى تبوك ..