فإن من القريب جدا : أن تكون بعض هذه العشرين حجة ، قد حصلت بعد الهجرة ، وبصورة سرية ، بالطريقة التي تناسب حال رسول الله «صلى الله عليه وآله» ..
ويؤيد ذلك قوله : إنه «صلى الله عليه وآله» كان يستسر بها جميعا ، فإذا كان في أيام النسيء ، لم يحج مع الناس ، وينتظر إلى الوقت الحقيقي ، فيحج سرا ..
الإعلان .. أم الأذان؟ :
إن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يكتف بإعلام الناس بأنه حاج في تلك السنة ، بل أمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم : بأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يحج في عامه هذا (١) ، حتى «بلغت دعوته إلى أقاصي بلاد الإسلام ، فتجهز الناس للخروج معه ، وحضر المدينة ، من ضواحيها ، ومن حولها ، ويقرب منها خلق كثير ، وتهيأوا للخروج معه ، فخرج بهم» (٢) ..
__________________
(١) البحار ج ٢١ ص ٣٩٠ عن الكافي (الفروع) ج ١ ص ٢٣٣ و ٢٣٤ و (ط دار الكتب الإسلامية) ج ٤ ص ٢٤٥ والحدائق الناضرة ج ١٤ ص ٣١٦ والفصول المهمة ج ١ ص ٦٤٩ ومستدرك سفينة البحار ج ١ ص ٩٨ والتفسير الصافي ج ٣ ص ٣٧٤ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ١٤٦ وج ٣ ص ٤٨٧ وتفسير كنز الدقائق ج ١ ص ٣٨٦.
(٢) البحار ج ٢١ ص ٣٨٣ و ٣٨٤ عن الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٧١ وعن إعلام الورى ص ٨٠ ص ٣٩٦ ومستدرك الوسائل ج ٨ ص ٨٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٠ ص ٣٣١ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٢٨٣.