عليه وآله» وبينهم عهد فعهدهم باق إلى انتهاء مدتهم ، لكنه منع من تجديد العهد معهم ، وهذا ليس نقضا ، كما هو ظاهر. ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر.
ولعل الهدف من إعطاء هذه المهلة للمشركين هو إفساح المجال لهم للسؤال عن هذا الدين ، والعيش مع أهله لكي يحسموا خياراتهم بروية وهدوء ، بعيدا عن أي ضغط أو إكراه.
ليس للمشرك أن يأتي بيت الله :
وقد كان المشركون يرفضون الإعتراف بالحق ، والقبول بعبادة الله الواحد الأحد ، فتحققت بذلك المنافرة والمناقضة بينهم وبين التوحيد ، وكل ما يمت إليه بصلة ، وهذا يفرض إقصاءهم ومنعهم من دخول حرم الله تعالى وبيته ، وسيكون دخولهم إليه دخول المبغض الحانق ، الذي لا يطيق رؤية أي من مظاهر هذا التوحيد وتجلياته ، ولو لا أنهم يريدون الحصول على منافع دنيوية ، أو أنهم يريدون الكيد للإسلام وأهله ، لما راق لهم المجيء إلى حرم الله تعالى ، ولما استساغوا التعامل مع أهله ..
والخلاصة : أنه لا يحق لهم المطالبة أو التفكير بدخول الحرم والمسجد ، إذ لا شيء يربطهم به ، أو يشدهم أو يخولهم الدخول إليه ، بل إن دخولهم هذا يمثل عدوانا ، وأذى ، وربما يصاحبه استهزاء ، وإظهار حنق وبغض لبيت الله وحرمه.
يضاف إلى ذلك : أنهم إنما كانوا يدخلونه لعبادة أصناهم ، لا لعبادة الله ، وقد أزيلت تلك الأصنام فيه ، وأصبح موضعا لعبادة الله وتوحيده ، وليس