العمل بالإستناد إلى الغيب ، الذي يحتم تعريف الناس بمآل الأمور ، فقد لا نجد أحدا يقدم على ذلك باختياره ، وسيظهر الفشل ، وتحل الكارثة ، إما بسقوط الهكيل على رؤوس الجميع ، وإما بالخسران في الآخرة.
رابعا : إن ذلك قد يختزن في داخله نزاعات ، واعتراضات ، وانقسامات ، وعداوات ، وتشكيكات في المعصوم ، تخرج الناس من الدين ، وتؤدي بهم إلى الردة ، وإلى تركه ليواجه وحده المحنة والشدة.
بقي أن نشير إلى أن ذلك الذي تبرع بحمل الرسالة طمعا بالجنة ، كأنه تخيل أنه لا يكون له ما وعد به رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلا إذا استجاب هرقل إلى دعوة النبي «صلى الله عليه وآله» وقبل الإسلام ..
فجاءه الجواب : أن المطلوب منه هو مجرد إيصال الرسالة ، وأن ذلك يكفي لاستحقاق ما وعده به رسول الله «صلى الله عليه وآله».
إذا جاء الليل أين يكون النهار؟! :
وقد أجاب «صلى الله عليه وآله» على السؤال عن مكان النار بقوله : إذا جاء الليل فأين يكون النهار؟!
وهو كلام في غاية الدقة والأهمية ، حيث إنه يتضمن حقيقة علمية لم تكتشفها الأمم إلا في العصور المتأخرة ، حيث أشار «صلى الله عليه وآله» إلى كروية الأرض ، لأن الليل إذا كان من جهة الأرض ، فإن الجانب الآخر يكون هو المقابل للشمس ، ويكون النهار في ذلك الجانب ..
بل هو يترقى إلى ما هو أهم من ذلك ، حيث يقرر أيضا : أن هذه المجرة السابحة ، أو حتى منظومة المجرات نفسها السابحة في الكون ربما تكون