ثانيا : قال تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)(١). وهي مكية أيضا.
رابعا : إن رسائله إلى ملوك الأرض في سنة ست دليل على أنه مبعوث إلى الناس جميعا.
آية التيمم متى نزلت؟ :
وقد صرحوا : بأن آية التيمم قد نزلت في غزوة المريسيع ، وغزوة المريسيع قد سبقت غزوة تبوك بعدة سنوات ، وقد قدمنا طائفة من المصادر الدالة على ذلك في فصل : «ما عشت أراك الدهر عجبا» ، في فقرة : «ضياع العقد مرة أخرى».
فكيف تقول الرواية الآنفة الذكر : إن الله تعالى أعطاه التيمم في غزوة تبوك؟!
الصلاة في الكنائس والبيع ، وحرمة الغنائم :
ولا ندري مدى صحة ما أطلقته الرواية : من أن الأنبياء قبل النبي «صلى الله عليه وآله» كانوا لا يصلون إلا في الكنائس والبيع .. فإن ذلك لم نجده إلا في هذه الرواية التي تعاورت عليها العلل والأسقام ، وهل كان الانبياء ، وغيرهم من المؤمنين لا يصلون في أسفارهم وفي حضرهم إذا لم يكن ثمة بيعة أو كنيسة قريبة منهم؟! وكذلك الحال بالنسبة لتحريم الغنائم من قبل من سبقه من الأنبياء ..
أو أنهم كانوا كلما أرادوا الصلاة في أسفارهم بنوا بيعة أو كنيسة لأجل ذلك.
__________________
(١) الآية ١٠٧ من سورة الأنبياء.