من بركات تبوك :
ويلاحظ هنا : أن من جملة بركات مسير تبوك هو : أن الله تعالى قد ألقى الرعب في قلوب أعداء الله ، فبادروا إلى إعلان إسلامهم أو استسلامهم ، فكانت هذه المعاهدات مع الفئات المختلفة ، هي النتيجة الطبيعية لذلك ، ووفد إليه أهل مقنا ، وإيلة ، وجربا ، وأذرح ، ومالك بن أحمر وقومه يطلبون العهد والأمان ، وفتح الله دومة الجندل ، وما إلى ذلك ..
يضاف إلى ذلك كله ، رعب الروم وعمالهم ، وسائر القبائل المعادية ، مثل عاملة ، ولخم ، وجذام ، وسائر الذين جمعوا الجموع ، وأرادوا مهاجمة المسلمين ..
يريد كتابا يدعو قومه به :
وقد صرحت الروايات : بأن الكتاب الذي طلبه مالك بن أحمر ، قد أراد أن يدعو قومه به ..
ويلاحظ : أن ما كتبه رسول الله «صلى الله عليه وآله» لهم ، هو نفس ما كتبه لغيرهم ، وهو : أن يلتزموا بأحكام الدين ، وأن يكونوا مع المسلمين ، ويتركوا المشركين ..
وهذا يدل على : أن هذا الدين لا يحتاج إلى أي جهد لإقناع الناس به ، بل إن مجرد عرض نفس حقائقه وأحكامه يكفي للرغبة فيه والتعلق به ، والزهد بغيره إلى حد النفور ..
أمان الله ، وأمان رسوله :
والأمان الذي جعله رسول الله «صلى الله عليه وآله» لمالك بن أحمر