ثم أن يقطع الطريق على قلة من الناس من أن يتمكنوا من خداع الآخرين ببعض الإدعاءات أو الإشاعات كما سنرى حين الحديث عما جرى في عرفات ، ومنى ، وفي طريق العودة ، في غدير خم.
وأما أخذه لجميع نسائه معه فلعله لأن فيهن من يريد أن يقيم عليها الحجة في ذلك كله ، لأنها سيكون لها دور قوي في الإتجاه الآخر الذي يريد أن يحذر الناس من الإنغماس والمشاركة فيه ..
وباء الجدري والحصبة :
وقالوا : إن وباء الجدري والحصبة أصابت الناس فمنعت من شاء الله أن تمنع من الحج الخ .. (١).
وهذا يؤيد ما قدمناه تحت عنوان : «نقل الوباء إلى خم» ، من أن حديث نقل الوباء من المدينة إلى خم ، أو إلى غيرها ، لا يصح ، غير أن ما يهم هؤلاء هو أن يوهنوا أمر غدير خم ، وأن يثيروا اشمئزاز الناس ونفرتهم منه ، بمجرد سماع اسمه ، حتى لقد قرنوه بالوباء ، وبالحمى ، وبالجدري ، وما إلى ذلك ..
هكذا خرج النبي صلّى الله عليه وآله إلى الحج :
قالوا : وصلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» الظهر بالمدينة أربعا ،
__________________
(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٠٨ وعيون الأثر ج ٢ ص ٣٤١ وحجة الوداع لابن حزم الأندلسي ج ١ ص ١١٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ٤٥٠ والغدير ج ١ ص ٩.