كان ثمة من يستطيع أن يعطي تصورا حاسما في هذا المجال ، سوى الإمام المهدي المعصوم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين ..
غير أن من المقطوع به : أن السماء الدنيا محيطة بالأرض ، وبكل ما يقع في داخلها .. ولكن إحاطتها لا تعني استدارتها في مجموع تكوينها .. كما أن موقعها بالنسبة إلى سائر السماوات لا يمكن تحديده كم أسلفنا.
وقد ظهر من جميع ما تقدم : أن مجموع السماوات والأرض وكل ما تحويه من مجرات إن هي إلا سابحة في الفضاء ، وهو محيط بها من كل جانب.
لم تحدثه نفسه بشيء :
تقدم : قولهم إن هرقل لم يكن يهمّ بالذي بلغ النبي «صلى الله عليه وآله» عنه ، ولا حدثته نفسه بذلك .. ونقول :
إننا قد نقبل من هؤلاء أن يقولوا : إن فلانا لم يفعل الشيء الفلاني ، لأن المعرفة بصدور ذلك منه أو عدم صدوره قد تكون متيسرة في كثير من الأحيان ، ولا سيما إذا كان ذلك الأمر جمع الجيوش ، والتهيؤ للحرب ، وغير ذلك من الأمور التي لا تخفى عادة.
ولكننا لا نقبل من أحد أن يقول لنا : إن فلانا لم يهم بالأمر الفلاني ، لأن الهمّ بالشيء فعل قلبي قد تصاحبه بعض الحركات باتجاه ما يهم به ، وقد يخلو عنها.
وأما أن يقول قائل لنا : إن فلانا لم تحدثه نفسه بالشيء الفلاني ، فذلك ما لا يمكن قبوله من أحد إلا من نبي ، أو وصي نبي ، لأنه قول يستبطن العبث بنا ، والإستخفاف بعقولنا ، وهذا ما لا نرضاه لأنفسنا ، لأنه من إنسان لم