أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ)(١) ، أن الإنسان قادر على اختراق أقطار السماوات والأرض كلها ، والخروج من دائرتها إلى عالم جديد ، لأنه تعالى قد حدد للإنسان طبيعة المانع ، وسماه له ، وأخبره أنه إن تغلّب عليه فسيتمكن من الخروج من جميع جهات السماوات والأرض ، لا من جهة واحدة وحسب ، ولذلك قال «من أقطار».
فمن وصل إلى القمر لا يكون قد خرج من دائرة السماوات ، أو اخترقها من أقطارها وجوانبها المختلفة ، بل يكون في بداية انطلاقته إلى مسافات تحتاج إلى مليارات المليارات التي لا تنتهي من السنين الضوئية ، ليقترب حتى من بعض الكواكب البعيدة نسبيا في السماء الدنيا ، فضلا عن غيرها من السماوات ..
وبعد كل هذا الذي ذكرناه من حقائق مثيرة وعظيمة وهائلة نقول :
لا شك في أن الأرض واقعة في محيط السماء الدنيا ، في هذه المجرة ، ولكن أين هي السماوات السبع ، والكرسي ، والعرش ، وسدرة المنتهى؟!
وكيف يكون موقعها بالقياس إلى الأرض؟!
هل تكون مثل طبقات البصلة التي يحيط بعضها ببعض؟!
أم هي منظومات هائلة من المجرات المختلفة .. يقع بعضها إلى جانب البعض الآخر ، على نحو الاستطالة ، أو الاجتماع المنتظم في صعيد واحد .. أو التفرق غير المنتظم؟! ..
إن تحديد ذلك كله لا يدخل في نطاق قدراتي شخصيا ، ولا أدري إن
__________________
(١) الآية ٣٣ من سورة الرحمن.