ثانيا : قد يقال : إن ظاهر الرواية : أنه «صلى الله عليه وآله» قد جلد هلالا.
والجواب : أن الرواية لا تدل على ذلك ، فإن قول سعد بن عبادة : «الآن ، فضرب رسول الله «صلى الله عليه وآله» هلال بن أمية ، وأبطل شهادته في المسلمين» ، يراد به : توقع حصول ذلك منه «صلى الله عليه وآله» لا أنه قد حصل بالفعل.
ويدل عليه قوله في آخر الرواية : «والله لم يعذبني عليها ، كما لم يجلدني عليها».
ولو سلمنا أنه جلده فعلا فيرد عليه :
ألف : إن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يقدم على جلد ذلك الرجل بدون إذن من ربه ، فإن كان الحكم هو اللعان ، فلما ذا يأذن الله بجلده ، وإن كان الحكم هو الجلد ، فلا حاجة إلى حكم اللعان ..
ونسبة الظلم إلى الله تعالى ، أو التسرع إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» والإقدام على عمل لم يؤذن له به ، يوجب الكفر.
ب : تقول الرواية المزعومة ـ التي وردت في الدر المنثور ـ عن المصادر المتقدمة : أن هلال بن أمية ، بعد أن جلد قال : «والله ، إني لأرجو أن مخرجا ..» مع أنه قد جلد وانتهى الأمر ، فأي مخرج يرجوه من عند الله؟!.
إلا إن كان يريد أن يظهر الله صدقه فيما ادّعاه ، لأنه لا يريد أن يشيع بين الناس أنه قد افترى وكذب ..
لو لا ما مضى من كتاب الله :
وقد ذكرت رواية ابن عباس : أنه «صلى الله عليه وآله» قال : «لو لا ما