بعد ، فادع الله تعالى لنا في مائها ، فإنا إن روينا به فلا قوم أعز منا ، لا يعبر بنا أحد مخالف لديننا.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «ابغوا لي حصيات».
فتناول بعضهم ثلاث حصيات ، فدفعهن إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، ففركهن بيده ، ثم قال : «اذهبوا بهذه الحصيات إلى بئركم ، فاطرحوها واحدة واحدة ، وسمّوا الله تعالى».
فانصرف القوم من عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» ففعلوا ذلك ، فجاشت بئرهم بالرواء ، ونفوا من قاربهم من أهل الشرك ووطئوهم ، فما انصرف رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة حتى أوطئوا من حولهم غلبة ، ودانوا عليه بالإسلام.
ونحن لا نريد أن نرهق القارئ بالأسئلة عن مدى صحة أن يكون هؤلاء قد وطأوا جميعا من حولهم غلبة ، ودانوا عليه بالإسلام في غضون أيام يسيرة ـ فإن ذلك مما لا يغفل عنه القارئ الكريم إن شاء الله تعالى.
أعطيت خمسا :
عن عبد الله بن عمر قال : كنا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» بتبوك ، فقام من الليل يصلي ، وهو كثير التهجد بالليل ، ولا يقوم إلا استاك ، فقام ليلة فلما فرغ أقبل على من كان عنده فقال : «أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي : بعثت إلى الناس كافة ، وكان النبي يبعث إلى قومه. وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، أينما أدركتني الصلاة تيممت وصليت ، وكان من قبلي لم يعطوا ذلك ، وكانوا لا يصلون إلا في الكنائس