وهلكوا .. فبلغهم تكذيب حديثهم ، وعافية رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأصحابه. وطبيعي : أن يزيد ذلك من ألمهم ، ويضاعف من ذلتهم ، وهي حسنة أخرى تضاف إلى ما رزقه الله تعالى نبيه ، ومن معه ، لأنها نصر على أهل الشقاق والنفاق ، يزيد من قوة أهل الإيمان ، ويبعث فيهم نفحة سكينة وسلام ، ومحبة ووئام ..
مسجد الضرار :
عن أبي رهم كلثوم بن الحصين ، وابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ويزيد بن رومان : «أن مسجد قباء بني في موضع كان لامرأة يقال لها : «لية» ، كانت تربط حمارا لها فيه ، فابتنى سعد بن أبي خيثمة وبنو عمرو بن عوف مسجدا ، فبعثوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يأتيهم فيصلي فيه.
فأتاهم فصلى فيه ، فحسدتهم أخوالهم بنو عمرو بن عوف.
فقال لهم أبو عامر الفاسق ، قبل خروجه إلى الشام : ابنوا مسجدكم ، واستمدوا فيه بما استطعتم من قوة وسلاح ، فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم ، فآتي بجيش من الروم ، فأخرج محمدا وأصحابه ، فكانوا يرصدون قدوم أبي عامر الفاسق.
فلما فرغوا من مسجدهم أرادوا أن يصلي فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليروج لهم ما أرادوه من الفساد ، والكفر والعناد ، فعصم الله تبارك وتعالى رسوله «صلى الله عليه وآله» من الصلاة فيه ، فأتى جماعة منهم لرسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو يتوجه إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله إنّا بنينا مسجدا لذي العلّة ، والحاجة والليلة المطيرة ، وإنّا نحب أن تأتينا