(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)(١).
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ)(٢).
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ)(٣).
فالخطاب الأول والثاني يشيران إلى حالة خاصة من حالات الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله الظاهرية ، ولكن الخطاب الثالث والرابع يشيران إلى الشأن المعنوي والمقام الإلهي لرسول الله صلىاللهعليهوآله حيث ورد هذا النحو من الخطاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ) مرات عديدة في القرآن الكريم.
ولكن خطاب : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ) لم يرد في القرآن سوى في آيتين أحدهما الآية محل البحث ، والاخرى الآية ٤١ من سورة المائدة والتي تنسجم في مضمونها مع هذه الآية الشريفة وهذا يدلّ على أهمّية الموضوع الذي يتضمنه هذا الخطاب الإلهي للرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله حيث يقول بعده :
(بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...) وهذه المهمّة التي امر النّبي بإبلاغها لم تكن سوى تعيين الخليفة من بعده.
(وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ...) إنّ هذه المهمّة إلى درجة من الأهمّية بحيث إنّه لو لم يؤدّها للناس فكأنّه لم يؤدّ الرسالة الإلهية بشكل عام حيث تبقى أتعاب ثلاثة وعشرين سنة من تبليغ الرسالة ناقصة.
ومن الواضح أنّ النّبي الأكرم صلىاللهعليهوآله كان يبلّغ جميع ما نزل عليه من الوحي للناس ويبيّن تعاليم الشريعة المقدسة ولكن هذا التعبير الذي يُفهم من سياق الآية يوحي للمسلمين بأهمية الموضوع الذي تضمنته الآية الشريفة.
(وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ...) فبما أنّ هذه المهمّة حساسة جدّاً وفي غاية الأهمّية فمن الطبيعي أن تحوطها الأخطار ومن المتوقع أن تكون هناك ردود فعل شديدة من قبل المنافقين ومن في قلوبهم مرض سواءً كان بصورة علنية أم بصورة سرّية ،
__________________
(١) سورة المدثر : الآية ١.
(٢) كرر هذا الخطاب في أكثر من ١٠ آيات قرآنية.
(٣) ورد هذا الخطاب مرتين في القرآن الكريم.