وكما سبق وأن ذكرنا أن المثوبات الاخروية هي انعكاس لأعمال الإنسان في الدنيا ، وبما أن الإمام علي عليهالسلام كان أوّل مسلم في الدنيا ، إذن فهو أوّل شخص يرد الحوض على النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله يوم القيامة.
٣ ـ ويعترف الخليفة الثاني عمر ابن الخطّاب بهذه الحقيقة كما يروي عبد الله بن عبّاس الصحابي المعروف وتلميذ أمير المؤمنين عليهالسلام ويقول :
كنت أنا ونفر من المسلمين عند عمر بن الخطّاب وتحدّثنا عن أوّل من أسلم ، فنقل لنا عمر حديثاً وقال :
أمّا عليٌّ فسمعت رسول الله يقول : فيه ثلاث خصال لوددت أن تكون لي واحدة منهن ، وكانت أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس كنت أنا وأبو عبيدة وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبيّ صلىاللهعليهوآله على منكب عليٍّ فقال يا علي : «انْتَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنينَ إيماناً ، وَأَوَّلُ الْمُسْلِمينَ إسْلاماً ، وَانْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى». (١)
سؤال : هل أن جملة «أوّل المسلمين إسلاماً» عبارة اخرى عن «أوّل المؤمنين إيماناً» أو لها معنى آخر؟
الجواب : إنّ الإيمان يتعلق بالاعتقادات القلبية والباطنية لدى الإنسان ، بينما الإسلام هو إبراز هذه الاعتقادات وإظهارها على اللسان ، وعليه فإنّ الإمام علي عليهالسلام كما أنه أوّل من آمن بقلبه برسول الله ، فكذلك هو أوّل شخص أبرز وأظهر ذلك الإيمان على لسانه.
قيمة الإيمان قبل البلوغ
سؤال : هل كان عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام بالغاً عند ما تشرّف بدين الإسلام؟ فلو لم يكن قد وصل سنّ البلوغ فهل يعتبر إيمانه في هذه السنّ فضيلة ليقال أنه أوّل المسلمين إسلاماً؟
الجواب : وفي الجواب على هذا السؤال ينبغي تقديم نقطتين :
الاولى : إذا لم يكن الإنسان قد وصل إلى سنّ البلوغ ولكنه مع ذلك يعتبر صبيّاً ذكيّاً وعاقلاً ومميّزاً بين الخير والشر والحسن والقبيح ، فبنظرنا أن إيمان مثل هذا الشخص مقبول ،
__________________
(١) الغدير : ج ٣ ، ص ٢٢٨.