يزدادون قوّة ويتفوّقون علينا في المستقبل.
وقد أثر كلامه هذا في أفراد جيش المشركين وعزموا على العودة إلى المسلمين وقتالهم ، ولكن كان بينهم شخص يدعى «نعيم بن مسعود» أو «معبد الخزاعي» الذي لم يقبل باستمرار القتال وقبل أن يصل الكفّار إلى المسلمين أخبر هذا الشخص المسلمين بعزم الكفّار وتصميمهم على القتال فخاف من ذلك بعض المسلمين واصابهم الرعب وقالوا : إننا قد خسرنا المعركة وكنّا أقوياء وسالمين ولكن الآن وبعد الهزيمة وكثرة القتلى والمجروحين كيف يمكننا الوقوف أمام جيش الكفّار ، ولكن بعضاً آخر من المسلمين قالوا : «نحن لسنا على استعداد فقط لقتالهم بل سوف نذهب إليهم ونتحرك لقتالهم مع المجروحين من جيش الإسلام ، فعند ما فهم الأعداء ذلك وأن المسلمين توجّهوا إليهم مع المجروحين منهم دبّ في قلوبهم الخوف والرعب وقنعوا بذلك المقدار من النصر وانصرفوا عن قتال المسلمين مرّة اخرى.
الآية الشريفة أعلاها تتحدّث عن هذه الواقعة وتعبّر عن «نعيم ابن مسعود» أو «معبد الخزاعي» الذي أبلغ المسلمين بعزم الكفّار بكلمة «الناس» في حين انه لم يكن سوى نفر واحد ولكن بما أن عمله هذا كان عظيماً للغاية ، فلأجل بيان أهمية هذا العمل ذكرت الآية الشريفة كلمة الجمع بدل المفرد.
٤ ـ يقول تعالى في الآية ٦١ من سورة آل عمران :
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)
هذه الآية الشريفة نزلت في واقعة المباهلة ، ففي هذه الواقعة كما هو معروف لدى الجميع أن النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله جاء مع عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام لميدان المباهلة ، والمراد من «أبْنائنا» في الآية الشريفة هم الحسن والحسين عليهماالسلام والمراد من «نِسائنا» فاطمة الزهراء عليهاالسلام والمراد من «أَنْفُسَنا» عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. وهكذا ترى أنها كلمات وردت بصيغة الجمع واريد بها المفرد (١).
__________________
(١) الكشّاف : ج ١ ، ص ٣٦٨.