هذه القضية بهذا الأسلوب ، ليختصروا الحوارين في حوار واحد.
وينطلق عن الله صوت جديد ، ليقول لهم : إن لكلّ منكم ضعفا من العذاب ؛ أما الأولون منكم ، فإنهم ضلوا الطريق وأعانوكم على الضلال ، وأما أنتم ، فإنكم ضللتم وأعنتموهم على الإضلال باتباع أمرهم وإجابة دعوة الرؤساء منهم وتكثير سواد السابقين منهم باللحوق بهم. (وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) ، لأنكم لا تعرفون طبيعة العذاب ، لتعرفوا كيف يكون العذاب ضعفا. وتجيب الجماعة الأولى بأسلوب يقرب إلى التهكم والتشفّي : (فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) إننا سواء في المسؤولية وفي نتائجها ... التي هي جزاء ما كسبناه من انحراف وإجرام.
ويسدل الستار على القصة ، ليبدأ فصل جديد ، يأخذ فيه الإنسان درسا عمليا لمستقبل حياته ، كي لا يواجه يوم القيامة ما واجهه هؤلاء من الذلّ والخزي والعذاب.
* * *
المعطيات العملية للقصة
أما كيف نستوحي هذا الدرس من هذا الموقف الذي يريد الله فيه أن يستبق موعد حدوث النهاية ، فيخبرنا عنها ليجنّبنا تجربة الوقوع فيها دون وعي وانتباه ... أمّا كيف نستوحي هذا كله ، فهذا يتجلّى بنقاط عدة.
١ ـ التأكيد على رفض التبعية في العقيدة ، وفي الممارسة ، وفي الموقف ، وضرورة الاستقلال الذاتي في تحصيل القناعة بما تعتقده النفس ، وما تمارسه وما تتخذه من مواقف ، لأن أي تبرير للتبعية في أيّة زاوية من زوايا