التجربة المعقّدة في الحياة وفي المواقع المميزة التي يملكها هذا الشخص أو ذاك ، مما يعطل مصالح بعض من البعض الآخر ، أو يتفوق عليه في رغباته الحسية والمعنوية ، ولم تكن لآدم تجربة سابقة في ذلك ، ولم يعش في أيّ مجتمع ينفتح على مثل هذه الحالة الواقعية التي تؤدي إلى تلك الحالة النفسية.
أما شجرة العلم والمعرفة ، فقد حدثنا الله في القرآن أنه منحه علم الأشياء ، وذلك هو قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [البقرة : ٣١] ، وربما نستوحي هذا المعنى من قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) [طه : ١١٥] ، حيث توحي بأن هناك عهدا من الله لآدم في مهمّاته ومسئولياته مما يدخل في نطاق الوعي المعرفي الذي يطل به على آفاق الحياة ، فلم يكن آدم جاهلا بنفسه أو بموقعه أو بمسؤوليته ، ولكنه غفل عن ذلك أو نسيه في غمرة الضعف البشري ، ولذلك فقد يكون الأقرب إلى ظهور الآية حمل الكلمة على ظاهرها وهو الشجرة بالمعنى المادي الحسّي ، من دون أن ندخل في تحديدها ، لأنه ليس دخيلا في الجانب التفسيري ، لأن من الممكن أن يكون المنع متعلقا بشجرة معينة ، لا من جهة خصوصيتها بل من جهة أنها نموذج للممنوع الذي يمثل العنصر المحرّم الذي يواجه الإنسان أمامه مسئولية الالتزام في قوّة الإرادة ، باعتبار أنّ المنع قد يجتذب الرغبة ، فيكون الموقف موقف امتحان واختبار لإرادة الالتزام.
* * *
رمزية الشجرة لكل حرام
وعلى ضوء ذلك ، قد نستوحي أن الشجرة المحرمة ترمز إلى كل حرام أراد الله للإنسان أن يتركه ، فقد أحل الله له الطيبات مما يأكل أو يشرب أو