حزب إبليس في جهنم
ولكن الله يوجه إليه الخطاب بقوة وشدّة واحتقار ، (قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً) أي مذموما ، (مَدْحُوراً) مطرودا بهوان وإذلال (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) وسار على خطاك ورفض شكر النعمة ، واستجاب لوساوسك وإغراءاتك ... (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) فاعملوا ما شئتم ، واعمل أنت في إضلالهم وليتخبطوا في ضلالهم ... فما ذا بعد ذلك؟ هل تشفي غيظك ، هل يحققون رغباتهم؟! إنها النار التي تجمعكم جميعا لتذوقوا العذاب المهين.
* * *
إبليس والقياس
جاء في الدر المنثور : «أخرج أبو نعيم في الحلية والديلمي عن جعفر بن محمد عن جده أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس ، قال الله تعالى له : اسجد لآدم ، فقال : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) قال جعفر : فمن قاس أمر الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس» (١).
وجاء في الكافي بإسناده عن عيسى بن عبد الله القرشي «قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ـ جعفر الصادق عليهالسلام ، فقال له : يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس ، قال : نعم. قال : لا تقس فإن أول من قاس إبليس حين قال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (٢).
__________________
(١) السيوطي ، جلال الدين ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، دار الفكر ، بيروت ـ لبنان ، ١٩٩٣ م ، ١٤١٤ ه ، ج : ٣ ، ص : ٤٢٥.
(٢) الكليني ، الكافي ، ج : ١ ، ص : ٥٨ ، رواية : ٢٠.