من وحي هذه الآيات
وقد نستوحي من هذه الآيات إثارة الخوف من عذاب الله في وجدان الناس الذين يتمردون على الله ويستهينون بإنذاره ، وذلك من خلال الحديث عن التاريخ الذي عاش فيه المتمردون السابقون ، حيث لم ينفعهم ما كانوا يملكونه من وسائل القوة ، مما يمتد إلى الإنسان المعاصر الذي قد يملك الكثير من قوّة الحماية بالمكتشفات الحديثة ، ولكنه لا يملك الوسائل التي تحميه من الزلازل والعواصف والبراكين والفيضانات ونحوها ، وهي ـ في نتائجها التدميرية ـ قد تكون ـ في بعض الحالات ـ مظهرا من مظاهر عذاب الله ، الأمر الذي يجعل البأس الإلهي شاملا لكل العصور ولكل مواقع القوة عند الإنسان.
* * *
كيف نفهم سؤال الله الرسل والناس؟
وربما يثأر أمامنا سؤال : كيف نفهم سؤال الرسل والناس الذين أرسلوا إليهم ، لأن السؤال يتحرك في نطاق إرادة السائل معرفة ما عمله المسؤول ، والله العالم بكل تفاصيل اعمال عباده لأنه المحيط بهم من كل الجهات؟
والجواب : إن الظاهر هو ورود الآية مورد إثارة الإحساس بالمسؤولية في وعي الناس بأنهم سيواجهون غدا الموقف الحاسم في ساحة المحكمة الإلهية التي يقيم فيها الله الحجة على الناس من خلال اعترافاتهم بما قدّموه من أعمال الخير والشرّ ، فيعلم الجميع بأن الله لا يظلم الناس شيئا من أعمالهم في جانب السلب والإيجاب ، ثم من خلال تقرير المرسلين عن مهمتهم الرسالية ، كيف بلّغوا الأمم التي أرسلوا إليها بوحي الله بما أنذروا وبشروا ، وماذا أجابهم أولئك بالايمان أو