الذي يسيء إلى عقله وماله وجاهه وعرضه ... و (وَالْبَغْيَ) وهو العدوان على الآخرين في الممارسات التي لا حقّ للإنسان بها ، كما في ألوان الظلم والتعدي على الناس في الاستيلاء على أموالهم وأعراضهم وحياتهم ... (بِغَيْرِ الْحَقِ) لأن التصرّفات المماثلة لتلك التصرفات إذا كانت على أساس الحق كالمعاملة بالمثل في ما يجوز فيه ذلك لا تكون بغيا ، ولا تعتبر حراما.
(وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) وهذا من محرّمات العقيدة ، على أساس أنها من الأفكار التي لا ترتكز على حجة ، وهذا هو المراد من قوله : (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) ، لأن الله لا يحاسب الإنسان على الأفكار التي يملك حجة عليها ، بل يحاسبه على الأفكار التي لا يملك أساسا فكريا لها ، كما في الشرك الذي لم ينطلق من قاعدة فكرية ، بل من خيالات وأوهام لا ترتكز على أساس معقول ... (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) فتنسبون إليه ما لم يقله ولم يشرعه من أفعال وأوضاع ، في ما تتحدثون عنه من تحريم هذا أو تحليل ذاك ، من غير علم في ما جعله الله من مصادر العلم من وحي أو كلام نبي أو نحو ذلك ...
هذه بعض نماذج الأفعال التي حرمها الله ، وهي لا تتضمن تقييدا لطموحات الإنسان وتضييقا لحياته ، بل كل ما هنالك أنها تحدد له المسار الفكري والعملي في ما يصلح أمره ويرفع مستواه. وفي ضوء ذلك ، يمكن للإنسان أن يعرف طبيعة التحليل والتحريم في الإسلام ، ليميز بذلك حق التحريم والتحليل من باطله.
* * *
المقصود بالظاهر والباطن من الفواحش
جاء في الكافي عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن