يا أُولِي الْأَلْبابِ) [البقرة : ١٩٧]. وهي خير لباس للإنسان الذي لا بد له أن يفاضل بين لباس الجسد ولباس العقل والروح والسلوك ، لأن لباس الجسد قد يتّصل بحمايته من الحرّ والبرد ، ولكن لباس القيمة الروحية يمثّل الحماية من كلّ ما يؤذي قضيّة المصير ، ومن كل ما يسيء إلى أصالة إنسانية الإنسان (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) [الأعراف : ٢٦].
وتبرز التقوى في القرآن كأساس للكرامة وللقيمة عند الله ، فالناس متساوون في الخلق مختلفون في الخصائص التي أرادها الله وسيلة للتعارف من خلال تفاعل الخصائص وتبادل الخبرات من دون تفاضل ، ولكنّ التفاضل عند الله هو في التقوى (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) [الحجرات : ١٣].
* * *
الحصاد الإلهي للتقوى
وأمّا نتائج التقوى للمتقين (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [هود : ١١٥] ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ ، مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق : ٢ ـ ٣] ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق : ٤] ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) [الطلاق : ٥]. (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) [النور : ٥٢]. (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ* فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [الدخان : ٥١ ـ ٥٢] (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) [القمر : ٥٤ ـ ٥٥] ، (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) [الجاثية : ١٩] ، (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود : ٤٩].