(مُسْتَقَرٌّ) : هو موضع الاستقرار ، وقيل : هو الاستقرار بعينه ، لأن المصدر يجيء على وزن المفعول.
(وَمَتاعٌ) : المتاع : الانتفاع بما فيه عاجل استلذاذ ، لأن المناظر الحسنة يستمتع بها لما فيها من عاجل اللذة.
(حِينٍ) : الحين : الوقت ، قصيرا كان أو طويلا ، إلا أنه قد استعمل هنا على طول الوقت ، وليس بأصل فيه ، كقول القائل : ما لقيته منذ حين.
* * *
آدم وحواء يخضعان لخداع إبليس
... وأراد الله الإيحاء إلى آدم بكرامته عليه ، في ما يمهد له من سبل رضوانه ونعمه ، فقال له : (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) وخذا حريتكما في التمتع بأثمارها في ما تختاران منها ممّا تستلذّانه أو تشتهيانه ... (فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما) لا يمنعكما منه مانع ، (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) فهي محرمة عليكما. هذه هي إرادة الله التي انطلقت من موقع حكمته في توجيهكما إلى أن تواجها المسؤولية من موقع الالتزام والإرادة ، في الامتناع عن بعض ما تشتهيانه من أجل إطاعته في ما يأمر به أو ينهى عنه ، فلا بد من تجربة أولى لحركة الإنسان في عملية الإرادة ، فلتبدأ تجربتكما الأولى في هذه الأجواء الفسيحة التي منحكما الله فيها كل شيء ، مما يجعل من النهي الصادر منه إليكما ، تكليفا ميسّرا لا صعوبة فيه ولا حرج ، فبإمكانكما السير في نقطة البداية من أيسر طريق ، ف (لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) ، الذين يظلمون أنفسهم ، ويسيئون إليها بالانحراف عن خط المسؤولية في طاعة الله. ولم يكن لديهما أيّ حافز ذاتيّ يدفعهما إلى المعصية ، لأنهما لا يشعران بالحاجة إلى