لماذا أسكن الله آدم وحواء الجنة؟
إننا نعرف من قصة بدء الخليقة في خلق آدم في سورة البقرة ، أن الله ـ سبحانه ـ قد خلقه ليكون خليفة في الأرض ، الأمر الذي قد يفرض وجوده في الأرض من البداية ليمارس دوره في الخلافة ، فكيف أسكنه الله وزوجه الجنة كما لو كانت مستقرا لهما؟
وقد أجيب عن ذلك بأن هذه الجنة ليست الموعودة ، بل هي جنة أرضية من جنان الدنيا كما جاء في تفسير البرهان عن علي بن إبراهيم قال : «حدثني أبي ، رفعه ، قال : سئل الصادق عليهالسلام عن جنة آدم من جنان الدنيا كانت أم من جنان الآخرة؟ فقال : كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا.
قال : فلما أسكنه الله تعالى الجنة وأباحها له إلا الشجرة لأنه خلق خلقة لا يبقى إلا بالأمر والنهي والغذاء واللباس والاكتنان والنكاح ، ولا يدرك ما ينفعه مما يضره إلا بالتوفيق ، فجاءه إبليس فقال له : إنكما إن أكلتما من هذه الشجرة التي نهاكما الله عنها صرتما ملكين وبقيتما في الجنة أبدا ، وإن لم تأكلا منها أخرجكما الله من الجنة ، وحلف لهما إنه لهما ناصح ، كما قال الله عزوجل ـ حكاية عنه ـ : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ* وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ). فقبل آدم قوله ، فأكلا من الشجرة ، فكان كما حكى الله : (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) وسقط عنهما ما ألبسهما الله تعالى من لباس الجنة ، وأقبلا يستتران من ورق الجنة ، (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) فقالا : ـ كما حكى الله عنهما ـ : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) فقال الله لهما : (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) ، قال : إلى يوم