التحلي بالصبر على هذا الاختلاف في المواقف ما بين الإيمان بالرسالة والكفر بها. (حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) في الدنيا ، بما يظهره من الحق لنا في ما نعتقده وندعو إليه من خلال ما نخوضه معكم من أساليب الحوار إذا وافقتم على الدخول معنا في أجواء الحوار ، وفي الآخرة حين يقوم الناس لرب العالمين حيث يعرف المحقّ من المبطل ، والمصيب من المخطئ ... ويحكم الله بذلك وهو خير الحاكمين.
* * *
منطق الاستعلاء في مواجهة منطق العقل والحوار
(* قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) إنه المنطق الذي لا يحاور ولا يناقش ، لأنه لا يملك أدوات الحوار وروحيته ، بل يملك أدوات القوة ، فهو يتهدّد ويتوعّد ، فليس هناك مجال للتفاهم ، لأن التفاهم يهزم المبطلين الذين لا يملكون حجّة ، ولا يرجعون في قناعاتهم إلى أساس ، وبذلك فإنهم يعيشون الشعور بالضعف أمام دعوة الحوار والتفاهم ، فيحاولون تغطية ذلك بأساليب التهديد والوعيد. (قالَ أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ) هل القضية قضيّة إكراه وإجبار؟ إن الإنسان قد ينجح في إجبار إنسان آخر على عمل ما أو علاقة ما بالقوة ، بامتلاكه لوسائل الضغط المادي التي تمكنه من ذلك ، ولكنه لن ينجح في إكراهه على أن يعتقد بما لا يقتنع به ، لأنّ العقيدة لا تخضع لإكراه وإجبار. وهذا ما يدفعنا إلى الإعلان بأننا نكره هذا الاتجاه الذي تنطلقون فيه ، ولا نؤمن بشيء من طروحاته ...
* * *