وربما كان لهذه الحركة الفطرية في إلقاء ورق الجنة على عورتيهما ليخفياهما علاقة بالحس الفطري الذي يختزنه الإنسان في الرغبة في إخفاء العضو الجنسي الذي أراد الله للإنسان أن لا يبديه ، وأن لا يمارس حركة حاجاته في العلن.
وقد يكون الرمز الإيحائي في هذه القضية هو أن الإنسان الذي يلجأ إلى تغطية نقاط ضعفه عند ما تفرض عليه الظروف أو الأوضاع إظهارها ، لأنه يحاول دائما الظهور أمام الناس بمظهر القويّ الذي يملك عناصر القوة في شخصيته من دون أية حالة ضعف ، في حين عليه أن لا يكتفي بإخفاء عناصر ضعفه ، بل ينبغي له أو يجب عليه معالجتها وإلغاءها من كيانه وإبعادها عن حياته ، لأن الله يريد للإنسان أن يأخذ بأسباب القوة الروحية ، كما المادية ، في شخصه ، ليعيش القوة في وجوده ، وليستعين بذلك على الاستقامة في التزاماته العملية من حيث علاقتها بقضية المصير المادي والمعنوي في الدنيا والآخرة.
ولقد كانت محاولة آدم وحواء في تغطية عورتيهما تستهدف إبعاد هذا الإحساس الجنسي عن الحركة الحرّة التي تتمثل في ظهورهما أمام الناظرين ، الذي قد يتجه في نهاية المطاف إلى الانحراف ، مما يعني بأن على الإنسان أن يقيّد بعض حرياته لمصلحة سلامة حياته في قضاياها القيمية الحيوية.
* * *
تأثير المعصية في آدم وحواء
لقد تحدث آدم وحواء ، في ابتهالاتهما إلى الله ، عن حالة ابتعادهما عن مصلحتهما في الانسجام مع تعليمات الله الصادرة إليهما ، فقد اكتشفا مدى