الآيتان
(يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٥) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٣٦)
* * *
النداء الأخير للناس لاتباع الرسل
وهذا هو النداء الرابع الحاسم في دعوة الناس إلى اتّباع الرسل الذين يبعثهم الله ليقصّوا عليهم آياته ، بما تدلّ عليه من عظمة الإبداع في خلقه ، لتقودهم إلى التأمل بها والتفكير فيها ، وبما تذكرهم به من نعم الله التي تتصل بوجودهم وبامتداده ، بالمستوى الذي يجعل منها رحلة طيبة رائعة في مسيرة الكون ، وبما تخطط لهم من المنهج الفكري والعملي الذي يقودهم إلى الخط السليم في التفكير والصراط المستقيم في العمل ، وبما توجّههم إليه من أساليب وأهداف في نطاق الحياة كلها ، كموقع ينطلق فيه الإنسان إلى الآخرة عبر مسيرته المسؤولة في الدنيا. وعلى ضوء هذا ، فإن هؤلاء الرسل جاؤوا ليقصّوا علينا هذه الآيات الإلهية ، من أجل وعي إيمانيّ منفتح ، وعمل تقوائيّ