عنه ، قال : «لما خرج آدم من الجنة نزل عليه جبرئيل ، فقال : يا آدم أليس خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته وزوجك حوّاء أمته ، وأسكنك الجنة وأباحها لك ، ونهاك مشافهة أن تأكل من هذه الشجرة ، فأكلت منها وعصيت الله؟ فقال آدم : يا جبرئيل إن إبليس حلف لي بالله إنه لي ناصح ، فما ظننت أن أحدا من خلق الله يحلف بالله كاذبا» (١).
* * *
قراءة (ملكين) بكسر اللّام
جاء في مجمع البيان : «روي عن يحيى بن أبي كثير أنه قرأ «ملكين» بكسر اللام ، قال الزجاج : قوله : (هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى) [طه : ١٢٠] يدل على (الملكين)» (٢). والسؤال هل يكفي ذلك في الدلالة على صحة هذه القراءة؟
والجواب ، إنّ ذلك لا يكفي في الدلالة ، لاحتمال أن تكون تلك الآية واردة في تأكيد الخلد باعتبار اختزانه لقضية الموقع المميز في الملك بلحاظ أنه من توابعه ، مع ملاحظة أخرى ، وهي أن كلمة «ملكين» بكسر اللام تعني السلطة على مخلوقات حيّة ومواقع محدّدة ، وهذا ليس واردا في حسابات الجنة ، أو في احتمالات آدم في أحلامه المستقبلية التي يحاول إبليس أن يداعب فيها خياله.
وقد ذكر صاحب الميزان أن كلمة «الملك» ـ بالفتح ـ تختزن معنى الملك ـ بالضم والسكون ـ مستدلا بآية سورة طه (٣) ، وهو واضح. وقد
__________________
(١) نقلا عن : تفسير الميزان ، ج : ٨ ، ص : ٦٢.
(٢) مجمع البيان ، ج : ٤ ، ص : ٦٢٦.
(٣) انظر : تفسير الميزان ، ج : ٨ ، ص : ٣٥.