وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) [إبراهيم : ٢٢].
فنحن نلاحظ في هذه الآية أن الشيطان يتخفف من عبء المسؤولية التي يحمّلها الخاطئون له ليذكّرهم أن دوره ينتهي عند دعوته إليهم بوسائله المتنوعة ، ولا يتعداه إلى السيطرة عليهم ، فعليهم أن يتحملوا مسئولية أنفسهم في الانحراف ، لأن الله وعدهم وعد الحق ، فلما ذا لم يستجيبوا له ولم يثقوا به ، وإنه وعدهم فأخلفهم ، وقد عرفهم الله صفة الشيطان في ذلك ، فلما ذا استجابوا له؟!
وهكذا نجد الشيطان ـ في هذا الحوار النهائي بينه وبين الإنسان الخاطئ ـ في صورة المخلوق الذي يواجه مصيره من دون أن يجد أحدا ممن اتبعه في ضلاله ناصرا له ، كما يواجه أولئك مصيرهم من دون أن يملك نصرتهم .. لينكمش في النهاية المهلكة في زاوية من زوايا جهنم في ساحة الذل والهوان ، فيسقط كبرياؤه وتتمزق أنانيته ، ويبقى آدم والصالحون من ذريته في عزة الإيمان والإخلاص والطاعة لله ، بعد أن حرّكوا إنسانيتهم في اتجاه الخير المنفتح دائما عليه ـ تعالى ـ.
* * *
لينتبه المتكبّرون في الأرض
وهذا ما ينبغي للمتكبرين أن يدرسوه ويعرفوه ، وما يجدر بالأنانيين أن يواجهوه ، ليصلوا إلى النتيجة الحاسمة ، وهي أنّ التكبر قد يمنح المتكبّر فرصة في ممارسة عقدة كبريائه في الضغط على المستضعفين ، وأن الأنانية قد تفتح لصاحبها بعض النوافذ على مواقع العلوّ في الحياة ، ولكن هذا وذاك سوف