الله تعالى كتب التّوراة بيده ، وخلق جنّة عدن بيده ، وخلق آدم بيده» وفي التنزيل : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) (١).
قالوا : فنحن لا نزيد من أنفسنا شيئا ، ولا نتدارك بعقولنا أمرا لم يتعرض له السلف قالوا : ما بين الدفتين كلام الله ، قلنا : هو كذلك ، واستشهدوا عليه بقوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) (٢) ومن المعلوم أنه ما سمع إلا هذا الذي نقرؤه. وقال تعالى : (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٣) وقال : (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ* بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرامٍ بَرَرَةٍ) (٤) وقال : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٥) وقال : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (٦) إلى غير ذلك من الآيات.
ومن المشبهة من مال إلى مذهب الحلولية ، وقال : يجوز أن يظهر الباري تعالى بصورة شخص ، كما كان جبريل عليهالسلام ينزل في صورة أعرابي وقد تمثل لمريم بشرا سويا وعليه حمل قول النبي عليه الصلاة والسلام : «رأيت ربّي في أحسن صورة». وفي التوراة عن موسىعليهالسلام : شافهت الله تعالى فقال لي كذا.
والغلاة من الشيعة مذهبهم الحلول.
ثم الحلول قد يكون بجزء ، وقد يكون بكل ؛ على ما سيأتي في تفصيل مذاهبهم إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) سورة الأعراف : الآية ١٤٥.
(٢) سورة التوبة : الآية ٦.
(٣) سورة الواقعة : الآيات ٧٧ ـ ٨٠.
(٤) سورة عبس : الآيات ١٣ ـ ١٦.
(٥) سورة القدر : الآية ١.
(٦) سورة البقرة : الآية ١٨٤.