كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيا ، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين ؛ أو كان بعدهم على التابعين بإحسان ، والأئمة في كل زمان.
والمرجئة صنف آخر تكلموا في الإيمان والعمل ، إلا أنهم وافقوا الخوارج في بعض المسائل التي تتعلق بالإمامة.
والوعيدية داخلة في الخوارج ، وهم القائلون بتكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار ، فذكرنا مذاهبهم في أثناء مذاهب الخوارج.
* * *
اعلم أن أول من خرج على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه جماعة ممن كان معه في حرب صفين ، وأشدهم خروجا عليه ، ومروقا من الدين : الأشعث (١) بن قيس الكندي ، ومسعر (٢) بن فدكي التميمي ، وزيد بن حصين الطائي حين قالوا : القوم يدعوننا إلى كتاب الله ، وأنت تدعونا إلى السيف! حتى قال : أنا أعلم بما في كتاب الله! انفروا إلى بقية الأحزاب! انفروا إلى من يقول : كذب الله ورسوله ، وأنتم تقولون : صدق الله ورسوله. قالوا : لترجعنّ الأشتر (٣) عن قتال المسلمين ، وإلا فعلنا بك مثل ما فعلنا بعثمان. فاضطر إلى رد الأشتر بعد أن هزم الجمع ، وولوا مدبرين وما بقي منهم إلا شرذمة قليلة فيهم حشاشة قوة. فامتثل الأشتر أمره.
وكان من أمر الحكمين : أن الخوارج حملوه على التحكيم أولا. وكان يريد أن يبعث عبد الله (٤) بن عباس رضي الله عنه فما رضي الخوارج بذلك ، وقالوا
__________________
(١) تقدمت ترجمته.
(٢) في الفرق بين الفرق أن اسمه «مسمع بن قدلى» وفي مختصر الفرق كذلك ص ٦٨ وأيضا في التبصير ص ٢٧. وأما هذه الرواية فقد انفرد بها أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين.
(٣) هو مالك بن الحارث النخعي الكوفي المعروف الأشتر. أدرك الجاهلية وكان من أصحاب علي وشهد معه الجمل وصفين ومشاهده كلّها وولّاه على مصر. توفي سنة ٣٧ ه. (راجع تهذيب التهذيب ١٠ : ١١).
(٤) تقدمت ترجمته.