الْخِصامِ) (١) وصوب عبد الرحمن (٢) بن ملجم لعنه الله ، وقال : إن الله تعالى أنزل في شأنه: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (٣).
وقال عمران (٤) بن حطان ، وهو مفتي الخوارج وزاهدها وشاعرها الأكبر ، في ضربة ابن ملجم لعنه الله لعلي رضي الله عنه :
يا ضربة من منيب ما أراد بها |
|
إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
إنّي لأذكره يوما فأحسبه |
|
أوفى البريّة عند الله ميزانا |
وعلى هذه البدعة مضت الأزارقة ، وزادوا عليه تكفير عثمان ، وطلحة ، والزبير ، وعائشة ، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم ، وسائر المسلمين معهم ، وتخليدهم في النار جميعا.
والثانية : أنه أكفر القعدة (٥) ، وهو أول من أظهر البراءة من القعدة عن القتال وإن كان موافقا له على دينه ، وأكفر من لم يهاجر إليه.
والثالثة : إباحته قتل أطفال المخالفين والنسوان معهم.
والرابعة : إسقاط الرجم عن الزاني ، إذ ليس في القرآن ذكره. وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال ، مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء.
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ٢٠٤.
(٢) فاتك ، ثائر ، أدرك الجاهلية ، قرأ على معاذ بن جبل فكان من القراء وأهل الفقه. كان من شيعة علي ثم خرج عليه واتفق مع «البرك» و «عمرو بن بكر» على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص. ولما خرج علي من الصلاة ضربه ابن ملجم فأصاب مقدم رأسه فتوفي علي من أثر الجرح. وقتل ابن ملجم سنة ٤٠ ه / ٦٦٠ م. (راجع المبرد ٢ : ١٣٦).
(٣) سورة البقرة : الآية ٢٠٧.
(٤) هو أبو سماك رأس القعدة من الصفرية وخطيبهم وشاعرهم توفي سنة ٨٤ ه / ٧٠٣ م. (راجع الإصابة الترجمة ٦٨٧٧).
(٥) القعدة : الذين قعدوا عن نصرة علي وعن مقاتلته أيضا. وينسب إليهم فيقال : «قعدي».