مؤمنون ، وأطفال الكافرين كافرون ، ووافقوا القدرية في القدر ، وقالوا : إن الله تعالى فوض إلى العباد ، فليس لله في أعمال العباد مشيئة ، فبرئت منهم عامة البيهسية.
وقال بعض البيهسية : إن واقع الرجل حراما لم يحكم بكفره حتى يرفع أمره إلى الإمام الوالي ويحده ، وكل ما ليس فيه حد فهو مغفور.
وقال بعضهم : إن السكر إذا كان من شراب حلال فلا يؤاخذ صاحبه بما قال فيه وفعل.
وقالت العونية : السكر كفر ، ولا يشهدون أنه كفر ما لم ينضم إليه كبيرة أخرى من ترك الصلاة ، أو قذف المحصن.
* * *
ومن الخوارج : أصحاب صالح (١) بن مسرح ، ولم يبلغنا عنه أنه أحدث قولا تميز به عن أصحابه ، فخرج على بشر (٢) بن مروان ، فبعث إليه بشر ، الحارث (٣) بن عمير ، أو الأشعث بن عميرة الهمداني ، أنفذه الحجاج لقتاله ، فأصابت صالحا جراحة في قصر جلولاء ، فاستخلف مكانه شبيب (٤) بن يزيد بن نعيم الشيباني
__________________
(١) صالح بن مسرح هو أحد بني امرئ القيس وكان أحد الخوارج الصفرية وكان ناسكا وصاحب عبادة وله أصحاب يقرئهم القرآن ويفقّههم في الدين ويقص عليهم القصص وكان يدعو إلى مجاهدة أئمة الضلال وقد سرح إليه الحجاج أيام بشر بن مروان ، الحارث بن عميرة الهمذاني فقتل صالح بالمدبج من أرض الموصل سنة ٧٦ ه. (راجع ابن أبي الحديد ص ٤٠٩ والطبري ٧ : ٢١٧).
(٢) بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي أمير. كان سمحا جوادا. ولي إمرة العراقين لأخيه عبد الملك سنة ٧٤ ه. توفي سنة ٧٥ ه / ٦٩٤ م. (راجع خزانة البغدادي ٤ : ١١٧ وتهذيب ابن عساكر ٣ : ٢٤٨).
(٣) الحارث بن عميرة الهمذاني هو من قواد الأمويين. قتل صالح بن مسرح فكرّ عليه شبيب ، فضارب الحارث حتى صرع ، واحتمله أصحابه وانهزموا فكان أول جيش هزمه شبيب. (راجع الكامل ٣ : ٢٠٢ والطبري ٧ : ٢٢١).
(٤) شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس الشيباني ، أبو الضحّاك من الأبطال الثائرين على بني أمية وإليه تنسب الفرقة الشبيبية من فرق النواصب. توفي سنة ٧٧ ه / ٦٩٦ م. (راجع البيان والتبيين ١ : ٧١ والمقريزي ١ : ٣٥٥).