الإيمان الأصلي ، وليست كل خصلة من خصال الإيمان إيمانا ولا بعض إيمان ، فإذا اجتمعت كانت كلها إيمانا ، وشرط في خصال الإيمان معرفة العدل ، يريد به القدر خيره وشره من العبد من غير أن يضاف إلى الباري تعالى منه شيء.
* * *
وأما غيلان بن مروان من القدرية المرجئة ، فإنه زعم أن الإيمان هو المعرفة الثانية بالله تعالى ، والمحبة والخضوع له ، والإقرار بما جاء به الرسول ، وبما جاء من عند الله ، والمعرفة الأولى فطرية ضرورية. فالمعرفة على أصله نوعان : فطرية ، وهي علمه بأن للعالم صانعا ، ولنفسه خالقا ، وهذه المعرفة لا تسمى إيمانا ، إنما الإيمان هو المعرفة الثانية المكتسبة.
تتمة رجال المرجئة كما نقل :
الحسن بن محمد بن عليّ بن أبي طالب ، وسعيد (١) بن جبير ، وطلق (٢) بن حبيب ، وعمرو (٣) بن مرة ، ومحارب (٤) بن زياد ، ومقاتل (٥) بن سليمان ، وذر (٦) ،
__________________
(١) هو سعيد بن جبير الأسدي بالولاء الكوفي أبو عبد الله : تابعي. كان أعلمهم على الإطلاق ، أخذ العلم عن عبد الله بن عباس وابن عمر. كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه ، قال : أتسألونني وفيكم ابن دهماء؟ يعني سعيدا. ولما خرج عبد الرحمن بن محمد الأشعث على عبد الملك بن مروان كان سعيد معه إلى أن قتل عبد الرحمن فذهب سعيد إلى مكة فقبض عليه واليها (خالد القسري) وأرسله إلى الحجاج فقتله بواسط. توفي سنة ٩٥ ه / ٧١٤ م. (راجع الأعلام ٣ : ٩٣).
(٢) طلق بن حبيب العنزي : من التابعين ، صدوق في الحديث ، كان يرى الأرجاء. ذكر فيمن مات بين التسعين والمائة. (تهذيب التهذيب ٥ : ٣١).
(٣) هو عمرو بن مرّة المرادي الكوفي الأعمى. كان ثقة ، دخل في الأرجاء فتهافت الناس فيه. توفي سنة ١١٨ ه. (تهذيب التهذيب ٨ : ١٠٢).
(٤) والصحيح محارب بن دثار ، وهو أبو المطرّف : قاضي الكوفة. كان فقيها فاضلا. ولي القضاء لخالد بن عبد الله القسري. كان من المرجئة في علي وعثمان. وله في ذلك شعر. توفي سنة ١١٦ ه / ٧٣٤ م.
(راجع تهذيب التهذيب ١٠ : ٤٩ والجرح والتعديل : القسم الأول من الجزء الرابع ص ٤١٦).
(٥) تقدمت ترجمته.
(٦) هو ذر بن عبد الله بن زرارة المرهبي الهمذاني الكوفي. كان مرجئا ومن عباد أهل الكوفة ويقصّ. قتله الحجاج سنة ٨٠ ه. (راجع تهذيب التهذيب ٣ : ٢١٨).