خيبر. وعن هذا قال : والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ، ولا بحركة غذائية ، ولكن قلعته بقوة رحمانية ملكوتية ، بنور ربها مضيئة. فالقوة الملكوتية في نفسه كالمصباح في المشكاة ، والنور الإلهي كالنور في المصباح. قال : وربما يظهر عليّ في بعض الأزمان. وقال في تفسير قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ) (١) أراد به عليا فهو الذي يأتي في الظل ، والرعد صوته ، والبرق تبسمه.
ثم ادعى بيان أنه قد انتقل إليه الجزء الإلهي بنوع من التناسخ ، ولذلك استحق أن يكون إماما وخليفة ، وذلك الجزء هو الذي استحق به آدم عليهالسلام سجود الملائكة.
وزعم أن معبوده على صورة إنسان عضوا فعضوا ، وجزءا فجزءا. وقال : يهلك كله إلا وجهه لقوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (٢).
ومع هذا الخزي الفاحش كتب إلى محمد بن علي بن الحسين الباقر رضي الله عنهم ودعاه إلى نفسه. وفي كتابه «أسلم تسلم ، ويرتقي من سلم. فإنك لا تدري حيث يجعل الله النبوة» (٣) فأمر الباقر أن يأكل الرسول قرطاسه الذي جاء به ، فأكله ، فمات في الحال وكان اسم ذلك الرسول عمر بن أبي عفيف.
وقد اجتمعت طائفة على بيان بن سمعان ، ودانوا به وبمذهبه ، فقتله خالد (٤) بن عبد الله القسري على ذلك وقيل أحرقه والكوفي المعروف بالمعروف بن سعيد بالنار معا.
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ٢١٠.
(٢) سورة القصص : الآية ٨٨.
(٣) ادعى بيان بعد وفاة أبي هاشم النبوة وكتب إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين يدعوه إلى نفسه والإقرار بنبوته ويقول له أسلم تسلم وترتق في سلم وتنج وتغنم فإنك لا تدري أين يجعل الله النبوة والرسالة وما على الرسول إلّا البلاغ وقد أعذر من أنذر. فأمر أبو جعفر رسول بيان فأكل قرطاسة الذي جاء به. (راجع فرق الشيعة ص ٣٤).
(٤) هو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري من بجيلة ، أبو الهيثم ، أمير العراقين ، من أهل دمشق ولي مكة سنة ٨٩ ه للوليد بن عبد الملك ثم ولّاه هشام العراقين سنة ١٠٥ ه فأقام بالكوفة. عزله هشام ـ