صاحب الطالقان (١). وقد أسر في أيام المعتصم وحمل إليه فحبسه في داره حتى مات. ومنهم من قال بإمامة يحيى (٢) بن عمر صاحب الكوفة ، فخرج ودعا الناس واجتمع عليه خلق كثير ، وقتل في أيام المستعين (٣) ، وحمل رأسه إلى محمد (٤) بن عبد الله بن طاهر ، حتى قال فيه بعض العلوية :
قتلت أعزّ من ركب المطايا |
|
وجئتك أستلينك في الكلام |
وعزّ عليّ أن ألقاك إلّا |
|
وفيما بيننا حدّ الحسام |
وهو يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي.
* * *
وأما الجارود فكان يسمى سرحوب ، سماه بذلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر. وسرحوب : شيطان أعمى يسكن البحر ، قاله الباقر تفسيرا.
ومن أصحاب أبي الجارود : فضل الرسان ، وأبو خالد الواسطي. وهم مختلفون في الأحكام والسير. فبعضهم يزعم أن علم ولد الحسن والحسين رضي الله عنهما كعلم النبيصلىاللهعليهوسلم ، فيحصل لهم العلم قبل التعلم فطرة وضرورة. وبعضهم يزعم أن العلم مشترك فيهم وفي غيرهم. وجائز أن يؤخذ عنهم ، وعن غيرهم من العامة.
__________________
(١) الطالقان : بخراسان بين مروالروذ وبلخ وهي أكبر مدينة بطخارستان. (راجع المعجم).
(٢) أبو الحسين يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين. خرج أيام المتوكل فرده ابن طاهر إليه فحبسه ثم خرج إلى الكوفة فدعا إلى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوسلم وأظهر العدل وحسن السيرة بها إلى أن قتل ... وكان قتله سنة ٢٥٠ ه. (راجع مقاتل الطالبيين ص ٤١٠ وابن الأثير ص ٤٣).
(٣) المستعين بالله أبو العباس ، أحمد بن محمد بن المعتصم بن هارون الرشيد. من خلفاء الدولة العباسية في العراق. بويع بسامراء بعد وفاة المنتصر بن المتوكل سنة ٢٤٨ ه. توفي سنة ٢٥٢ ه / ٨٦٦ م.
(٤) محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي نائب بغداد توفي سنة ٢٥٣ ه.