الصادق وسموا قطعية ، ساقوا الإمامة بعده في أولاده ، فقالوا : الإمام بعد موسى الكاظم : ولده علي الرضا ، ومشهده بطوس (١) ، ثم بعده : محمد التقي ، لجواد أيضا ، وهو في مقابر قريش ببغداد ، ثم بعده : عليّ بن محمد التقي ، ومشهده بقمّ ، وبعده : الحسن العسكري الزكي ، وبعده : ابنه محمد القائم المنتظر الذي هو بسرّ من رأى (٢) ، وهو الثاني عشر ، هذا هو طريق الاثنا عشرية في زماننا.
إلا أن الاختلافات التي وقعت في حال كل واحد من هؤلاء الاثنا عشر ، والمنازعات التي جرت بينهم وبين إخوتهم وبني أعمامهم وجب ذكرها لئلا يشذ عنا مذهب لم نذكره ومقالة لم نوردها.
فاعلم أن من الشيعة من قال بإمامة : أحمد (٣) بن موسى بن جعفر دون أخيه عليّ (٤) الرضا ، ومن قال بعلي : شك أولا في محمد بن عليّ ، إذ مات أبوه وهو صغير غير مستحق للإمامة (٥) ولا علم عنده بمناهجها ، وثبت قوم على إمامته واختلفوا بعد موته أيضا ، فقال قوم بإمامة موسى بن محمد ، وقال قوم آخرون بإمامة عليّ بن محمد ، ويقولون هو العسكري ، واختلفوا بعد موته أيضا ، فقال قوم بإمامة جعفر بن علي ، وقال قوم بإمامة محمد بن عليّ ، وقال قوم بإمامة الحسن بن علي ، وكان لهم رئيس يقال له علي بن فلان الطاحن (٦) ، وكان من أهل الكلام ، قوّى أسباب جعفر بن علي ، وأمال الناس إليه ، وأعانه فارس (٧) بن حاتم بن ماهويه ؛
__________________
(١) اسم مدينة بخراسان قريبة من نيسابور بها قبر هارون الرشيد وقبر علي بن موسى الرضا. (معجم البلدان ٤ : ٤٩).
(٢) سر من رأى : سامراء بالعراق وبها السرداب المشهور.
(٣) أحمد بن موسى بن جعفر : كان كريما. أعتق ألف مملوك كان في عصر المأمون. (فرق الشيعة ص ٨٧).
(٤) علي الرضا بن موسى الكاظم ولد سنة ١٥٣ ه وأمه أم ولد وسمّيت بالطاهرة. كان المأمون يعظمه ويجلّه وزوّجه ابنته.
(٥) توفي أبو الحسن الرضا وابنه محمد ابن سبع سنين. (فرق الشيعة ص ٨٨).
(٦) قيل الطاحي وقيل الطاجني وهو من متكلمي أهل الكوفة كان متكلما محجاجا. (فرق الشيعة ص ٩٩).
(٧) قال في فرق الشيعة (ص ٩٩) : وأعانته على ذلك أخت الفارس بن حاتم بن ماهويه. القزويني غير أن هذه أنكرت إمامة الحسن بن علي وكان فارس هذا فتّانا يفتن الناس ويدعوهم إلى البدعة.