والشيعة تقول : هو مؤمن الطاق.
وهو تلميذ الباقر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم. وأفضى إليه أسرارا من أحواله وعلومه ، وما يحكى عنه من التشبيه فهو غير صحيح.
قيل : وافق هشام بن الحكم في أن الله تعالى لا يعلم شيئا حتى يكون.
[قال شيطان الطاق وكثير من الروافض إن الله عالم في نفسه ليس بجاهل ولكنه إنما يعلم الأشياء إذا قدرها وأرادها ، فأما من قبل أن يقدرها ويريدها فمحال أن يعلمها. لا لأنه ليس بعالم ، ولكن الشيء لا يكون شيئا حتى يقدره وينشئه بالتقدير] (١) والتقدير عند الإرادة ، والإرادة فعله تعالى.
وقال إن الله تعالى نور على صورة إنسان رباني ، ونفى أن يكون جسما لكنه قال : قد ورد في الخبر «إنّ الله خلق آدم على صورته» و «على صورة الرّحمن» ، فلا بد من تصديق الخبر. ويحكى عن مقاتل بن سليمان مثل مقالته في الصورة ، وكذلك يحكى عن داود الجواربي ، ونعيم بن حماد المصري وغيرهما من أصحاب الحديث أنه تعالى ذو صورة وأعضاء.
ويحكى عن داود أنه قال : اعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عما وراء ذلك ؛ فإن في الأخبار ما يثبت ذلك.
وقد صنف ابن النعمان كتبا جمة للشيعة منها : لم فعلت؟ ومنها : افعل ، لا تفعل (٢) ؛ ويذكر فيها أن كبار الفرق أربعة : الفرقة الأولى عنده : القدرية ، الفرقة الثانية عنده : الخوارج. الفرقة الثالثة عنده : العامة. الفرقة الرابعة عنده : الشيعة.
ثم عين الشيعة بالنجاة في الآخرة من هذه الفرق.
__________________
(١) ما بين القوسين نقلناه عن «مقالات الإسلاميين» لأبي الحسن الأشعري ٢ : ٤٩٣ تحقيق ريتر ط استامبول سنة ١٩٣٠ وبه يستقيم المعنى.
(٢) منها كتاب الردّ على المعتزلة في إمامة المفصول ، وكتاب الجمل في أمر طلحة والزبير ، وكتاب إثبات الوصية. (راجع فهرست الطوسي ص ١٣٢).