سلّمنا ، لكن لم لا يجب لكونه دافعا للضرر المتأخّر؟
قوله : «الشكر مضرّة عاجلة».
قلنا : الضرر العاجل المندفع بضرر الشكر ، أكثر من ضرر الشكر وهو خوف العقاب ، فإنّه ضرر راجح على ضرر الشكر ، وهو كاف في الوجوب.
سلّمنا ، لكن لم لا يندفع به الضرر الاجل؟
قوله : «إنّما يتحقّق ذلك في حقّ من يسرّه الشكر ، ويسوؤه الكفر».
قلنا : ممنوع ، فإنّ ترك الواجب علّة في استحقاق العقاب بتركه.
قوله : «الشكر تصرّف في ملك الغير».
قلنا : هذا ضعيف ، فإنّا نعلم قطعا أنّ الاشتغال بوظائف الخدمة ، والقيام بالشكر والمواظبة عليه ، أسلم من تركه والإعراض عن الخدمة والتشاغل (١) عن الشكر.
وتمثيل النعم باللّقمة باطل ، فإنّ نعم الله تعالى على العبد بإيجاده وإحيائه وإقداره وما منحه من العقل والسلامة وإقداره على الملاذ والنعم أعظم من ملك الدنيا بأجمعها ، ثمّ تكميلهم بإرسال الرّسل وإنزال الكتب من أعظم النعم ، كما قال سليمان وداود عليهماالسلام حين شكرا نعم الله تعالى على ذلك في قوله : (وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)(٢).
وكذا شكر إبراهيم عليهالسلام في الأولاد ، وغيرهم من الأنبياء.
ولا يلزم من قلّة ذلك بالنسبة إلى ملكه تعالى قلّته في نفس الأمر ، فإنّ
__________________
(١) في «ب» : والتغافل.
(٢) النمل : ١٥.