وقيّد بالحروف ، ليخرج المنتظم من غيره.
وقيل : (١) احترز به عن الحرف الواحد ، فإنّ أهل اللغة قالوا : أقلّ الكلام حرفان ، إمّا ظاهرا أو في الأصل ك «ق» ، و «ع» و «ش» فإنّه في الأصل «قي» بدلالة الردّ في التثنية فيقال «قيا» لكن أسقطت تخفيفا.
وليس بجيّد ، فإنّ الانتظام نسبة لا تعقل إلّا بين اثنين ، بل الوجه في القيد ما قلناه نحن أوّلا.
وقولنا : «المسموعة» احتراز عن الكتابة.
وقولنا : «المتميّزة» احتراز عن أصوات الطيور.
وقولنا : «المتواضع عليها» ليخرج عنه المهمل.
وقولنا : «إذا صدرت عن قادر واحد» احتراز من أن ينطق قادر بحرف وأخر بآخر ، فإنّه لا يسمّى المجموع كلاما ، لما لم يصدر عن قادر واحد ، وهذا يقتضي كون الكلمة المفردة كلاما ، والنحويّون جعلوه اسما للمفيد ، وهو الجملة المفيدة خاصّة.
وأيضا فقولهم : «الكلام» أقلّه حرفان إمّا ظاهرا أو في الأصل ، ينتقض بلام التمليك ، وباء الإلصاق ، وفاء التعقب ، فإنّها أنواع الحرف ، وكلّ حرف كلمة ، وكلّ كلمة كلام مع أنّها غير مركّبة.
والحركة تبعد أن تكون حرفا ، ثمّ لا يمكن العذر به في «ياء» غلامي ، والتنوين ، ولام التعريف. (٢)
__________________
(١) القائل : هو الرازي في المحصول : ١ / ٥٦.
(٢) كذا في المحصول للرازي : ١ / ٥٧.